يعتبر جيف بيزوس وبيل جيتس من أغنياء عصرنا هذا إذ تقدر ثروتهما ما بين 120 و 90 مليار دولار، لكن مانسا موسى الملك الذي حكم مالي في القارن الرابع عشر تجاوزت ثروته بكثير أغنياء عصرنا هذا، حيث كان لديه آلاف الكيلومترات من الذهب تحت تصرفه وكان ملكا غنيا للغاية. يقول جان يانس الباحث في جامعة ليدن ورئيس تحرير مجلة التاريخ في أفريقيا: كان هناك الكثير من الذهب في غرب إفريقيا وكان الذهب في غبار في الأرض، تم تعدينه لصنع مجوهرات وتصديرها إلى أوروبا عن طريق العرب آنذاك، حيث أن أغلب الذهب كان يأتي إلى أوروبا من غرب إفريقيا قبل اكتشاف أمريكا من طرف الإسبان والبرتغاليين. ليس كناك أدلة تثبت مدى غنا مانسا موسى إلا انه حسب المؤرخين كان ملكا غنيا للغاية وكان لديه آلاف الكيلوغرامات من الذهب. ومن بين القصص التي تثبت قوة ثراء ماسا موسا هو الحج الذي قام به إلى مكة في عام 1324 إذ بفضل جزء من الأبحاث الحديثة التي عثرت على مصادر جديدة واستشارتها فإن الملك مانسا صحب معه إلى الحج 10.000 من الحراس ومئات من المرافقين الذين كان لكل منهم سبكة من الذهب تزن كل واحدة منها ثمانية كيلوغرام والتي قام بتوزيعها على الفقراء كمسلم صالح. وحسب مؤرخين فإن مانسا موسى قام بزيارة إلى مصر في زمنه وزع من خلالها كمية كبيرة من الذهب وهو ما تسبب في زعزعة سوق الذهب في مصر لسنوات. يشير الحج وسلوكه خلال تلك الرحلة إلى أنه كان مسلما متدينا. علاوة على ذلك، تشير حقيقة ازدهار مالي تحت حكمه إلى أنه كان ملكًا صالحًا، حيث تم تأييد هذه المعلومات من مصادر من القرنين الخامس عشر والسادس عشر. إن سمعة الملك الإفريقي تجاوزت حدود إفريقيا في زمنه خلال القرن الرابع عشر إذ وجد باحثون الملك مانسا موسا على خريطة صنعت عام 1375 في إسبانيا حيث يظهر الملك مصورًا وهو يحمل كمية من الذهب في يده.